top of page

تسريح 16% من موظفي أوتوماتيك: هل تُعيد شركة ووردبريس الشهيرة صياغة أولوياتها في عصر المنافسة الرقمية؟

  • صورة الكاتب: Hassan Majed
    Hassan Majed
  • 3 أبريل
  • 3 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: قبل 6 أيام

كُتب لموقع TechsMap ـ بقلم: فريق التحرير3 أبريل 2025


في خطوةٍ تُعيد إشعال الجدل حول مستقبل الشركات التقنية في ظل التقلبات الاقتصادية، أعلنت أوتوماتيك (Automattic) — الشركة الأم لمنصات مثل WordPress ووردبريس كوم وتمبلر وووكوميرس — عن تسريح 16% من موظفيها البالغ عددهم 1,744 موظفًا، مما يعني خسارة ما يزيد عن 280 وظيفة عبر 90 دولة. القرار الذي هزّ المجتمع التقني جاء تحت ذريعة "تحسين الكفاءة" و"مواكبة التطور التكنولوجي السريع"، لكنه يخفي تحته قصة أكثر تعقيدًا تَختلط فيها النزاعات القانونية والصراعات الداخلية.



WordPress
WordPress maker Automattic lays off 16% of staff


القرار بالأرقام: بين التبرير الاقتصادي والواقع المرير

  • الخسائر البشرية: تضررت أقسام مثل ووكوميرس (أكثر من 100 موظف) وتمبلر وفرق الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى وظائف في التسويق والمبيعات.

  • حزمة التعويضات: حصل المفصولون على 9 أسابيع من الراتب الأساسي مع إمكانية الاحتفاظ بأجهزة الشركة، وهو ما وُصف بأنه "غير كافٍ" مقارنةً بمعايير قطاع التكنولوجيا.

  • التأثير الفوري: فُصل الموظفون فورًا وفقدوا الوصول إلى حساباتهم على سلاك والبريد الإلكتروني، حتى أن البعض كانوا من القدامى الذين أمضوا أكثر من عقدٍ في الشركة.



الخلفية: صراعات داخلية وحربٌ مع WP Engine

لا يُعد هذا القرار الأول من نوعه. ففي أكتوبر 2024، قدم الرئيس التنفيذي مات مولينوغ عرضًا مثيرًا للجدل للموظفين: 9 أشهر من الراتب مقابل الاستقالة الطوعية، وذلك في ذروة النزاع القانوني مع شركة الاستضافة WP Engine، التي اتهمها بـ"السرطنة" على مجتمع ووردبريس المفتوح المصدر. آنذاك، غادر 159 موظفًا، بينهم قيادات بارزة مثل رئيس قسم ووردبريس.كوم ورئيسة البرامج.

الخلاف مع WP Engine — الذي بدأ باتهامات بعدم المساهمة الكافية في المشروع المفتوح — تصاعد إلى تبادل الدعاوى القضائية، مما أثر على سمعة الشركة وربما استنزف مواردها المالية. في حين برر مولينوغ التسريحات الأخيرة بـ"تحسين الإنتاجية"، يرى مراقبون أنها محاولة لتعويض الخسائر الناجمة عن هذه المعارك القانونية.



رسالة الرئيس التنفيذي: بين الخطاب المثالي والواقع المرير

في إعلانه الرسمي، أكد مولينوغ أن التسريحات ضرورية لـ:

  1. زيادة الرشاقة التنظيمية: عبر كسر الحواجز بين الفرق.

  2. تحسين جودة المنتجات: بالتركيز على عدد أقل من الخدمات.

  3. ضمان النمو المالي طويل الأجل.

لكن العاملين السابقين والمجتمع التقني انتقدوا هذه المبررات، خاصةً في ظل نمو إيرادات الشركة المستمر، وإلغاء فعالية "اللقاء الكبير" السنوي للشركة — وهو ما يُنظر إليه كإشارة على الأزمة.



التأثير على المنتجات: هل سيتضرر ووردبريس وتمبلر؟

مع تسريح فرقٍ رئيسية، تُثار تساؤلات حول مصير المنصات التابعة لأوتوماتيك:

  • ووردبريس: التي تعتمد على مجتمع المطورين، قد تواجه تباطؤًا في التحديثات، خاصةً مع فقدان خبراء في فرق الذكاء الاصطناعي.

  • تمبلر: المنصة التي اشترتها أوتوماتيك عام 2019، تعاني بالفعل من تراجع المستخدمين، وقد تفقد فرصتها للتعافي مع تقليص الاستثمار فيها.

  • ووكوميرس: تُعد أحد أهم مصادر الإيرادات، لكن تسريح موظفيها قد يُبطئ دمجها مع منصات التجارة الإلكترونية الناشئة.



ردود الفعل: من الغضب إلى الدعوات لـ"فورك" المشروع

أثار القرار موجة سخرية وغضب في مجتمعات مثل Lemmy.world، حيث دعا المستخدمون إلى "فورك" (انقسام) مشروع ووردبريس لإنشاء نسخة مستقلة، معتبرين أن مولينوغ "يدمر إرثه". كما علق أحد المستخدمين: "كان يجب فصل الرئيس التنفيذي بدلًا من الموظفين".



الدرس الأكبر: هل تُهمّش الشركات التقنية العمالة لصالح الأرباح؟

تُعيد أوتوماتيك إنتاج سيناريو مألوف في وادي السيليكون: شركات تُحقق أرباحًا لكنها تُسرّح العمالة تحت ذرائع "التكيف مع السوق". كما لاحظ أحد المُعلقين: "هذه الخطوة تقتل ولاء الموظفين المتبقين وتُعزز السخرية من شعارات الشركات عن الاهتمام بالعاملين".



المستقبل: هل تستعيد أوتوماتيك بريقها؟

رغم التحديات، تؤكد الشركة على التزامها بـ"ديمقراطية الإنترنت"، مع خطط لتعزيز خدمات مثل AI-Driven WordPress. لكن السؤال يبقى: هل يمكن لاستراتيجية تقوم على تقليص العمالة أن تحقق هذه الرؤية الطموحة، أم أن الإمبراطورية التي بناها مولينوغ على مدى عقدين تواجه خطر التآكل من الداخل؟




Comments


bottom of page