تيك توك TikTok على المحك: صراع السيادة الرقمية والمليارات التي تُحسم في واشنطن
- Hassan Majed
- 3 أبريل
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: قبل 6 أيام
كُتب لموقع TechsMap
الجذور المتشابكة: من ترامب إلى بايدن.. حَربٌ باردة رقمية
بدأت القصة في أغسطس 2020، عندما وقّع دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا لحظر تيك توك، متهمًا الشركة الأم بَايتْدَانس الصينية بتهديد الأمن القومي عبر جمع بيانات المستخدمين، وهي اتهامات تنفيها الشركة بشدة . وعلى الرغم من أن المحكمة أوقفت الحظر آنذاك، إلا أن القانون الذي وقّعه جو بايدن في أبريل 2024 أعاد الكرة بشكلٍ أقسى، مُلزمًا بِايتْدَانس ببيع التطبيق أو مواجهة الحظر. وقد أيدت المحكمة العليا هذا القرار، مما وضع التطبيق على حافة الهاوية.
لكن ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير 2025، قلب الطاولة: أَوقَف الحظر عبر تمديد الموعد النهائي 75 يومًا، ودخل في مفاوضات معالِجَاً إيّاها كـ "صفقة تجارية" قد تُخفض التعريفات على الصين مقابل بيع التطبيق. هذا التحوّل من "مُحَظِّر" إلى "وسيط" يَزيد من تعقيد المشهد.

المليارات على الطاولة: من يَستطيع شراء TikTok تيك توك؟
تبلغ القيمة التقديرية للتطبيق في السوق الأمريكية 60 مليار دولار، لكن الصين ترفض بيعَ خوارزمية التوصية التي تُعتبر "القلب النابض" لمنصته، مما يُعقّد الصفقة. ورغم ذلك، تتصارع تحالفات استثمارية ضخمة لاقتناص الفرصة:
تحالف "الشعب" بقيادة فرانك مكورت: يضم هذا التحالف شخصيات مثل أليكسيس أوهانيان (مؤسس ريدت) وتيم بيرنرز لي (مخترع الويب)، ويهدف إلى تحويل التطبيق إلى منصة مفتوحة المصدر تُعطي الأولوية لخصوصية البيانات.
كونسورتيوم جيسي تينسلي: يقدّم عرضًا نقديًا بقيمة 30 مليار دولار، ويشمل مستثمرين مثل مستر بيست (نجم اليوتيوب) وديفيد بازوكي (مؤسس روبلوكس).
أوراكل كالرَئيس المُرجَّح: بعد تعاونها السابق مع تيك توك في تأمين البيانات الأمريكية، تُعتبر أوراكل الخيار الأقرب لشراء الحصة، مع احتمال احتفاظ بِايتْدَانس بنسبة 20% كحد أقصى. [ تعدّدت العروض لتشمل مايكروسوفت، وولمارت، وأمازون، وحتى شركات ناشئة مثل بيربلكسيتي إيه آي .
عُقدة الصين: الخوارزمية التي لا تُباع
حتى لو وافقت بِايتْدَانس على البيع، فإن السلطات الصينية أعلنت أن الخوارزمية "تكنولوجيا حساسة" لا يُسمح بنقلها خارج البلاد. وهذا يعني أن التطبيق الأمريكي الجديد قد يُجْبَر على بناء خوارزمية من الصفر، ما يُهدد بفقدان السحر الذي جعل تيك توك ظاهرةً عالمية .
المبدعون في مرمى النيران: مجتمعاتٌ مهددة بالزوال
ليس المستثمرون وحدهم من يخوضون المعركة. فلمُبدعي المحتوى ــ الذين يعتمدون على التطبيق في تحقيق دخلٍ يصل إلى آلاف الدولارات شهريًا ــ قصّةٌ مؤلمة. تقول إيميلي سين، وهي صانعة محتوى كوميدي: "كأنني أفقد صديقًا مقربًا". بينما ينتقل البعض إلى منصات مثل ريد نوت وليمون8 (المملوكتين لِبَايتْدَانس أيضًا!)، يعاني آخرون من صعوبة تكرار النجاح على إنستجرام أو يوتيوب .
أما العلامات التجارية الصغيرة مثل غورو ناندا وهالارا، التي اعتمدت على TikTok Shop لبيع منتجاتها، فتتخبط في عدم اليقين. فـ "التجارة الحية" التي حوّلت التطبيق إلى سوق افتراضي قد تختفي، مما يُهدد نموذجًا اقتصاديًا كاملاً .
السيناريوهات المحتملة: صفقة.. حظر.. أو تأجيلٌ جديد؟
مع بقاء 48 ساعة فقط على الموعد النهائي، تتصاعد التكهنات:
صفقة مُعجَّلة: قد تعلن الإدارة الأمريكية عن اتفاقية مع أوراكل أو تحالف آخر، مع ضمانات أمنية مثل تخزين البيانات على سحابة أمريكية.
تمديدٌ آخر: يُرجح المحللون أن ترامب قد يُمدد الموعد لشهر إضافي لصقل التفاصيل، خاصة مع اقتراحه ربط الصفقة بتخفيض التعريفات على الصين .
الحظر الكامل: احتمالٌ وارد رغم كونه الأكثر ضررًا، وقد يؤدي إلى حرب قضائية جديدة أو ظهور نسخ "مقرصنة" للتطبيق .
هل تُكتب النهاية أم تبدأ حربٌ جديدة؟
في سباقٍ ضد الزمن، لم تعد معركة تيك توك مجرد صفقة تجارية، بل اختبارٌ لقدرة واشنطن على فرض هيمنتها الرقمية في عصر التعددية القطبية. بينما تُحاول الصين الحفاظ على إمبراطوريتها التكنولوجية، يُصارع المستثمرون والمبدعون من أجل مستقبلٍ لا يُعرف إن كان سيبقى مُشرقًا أم سينطفئ مع نقرات الساعة.
شيء واحد مؤكد: في عالم المنصات، حتى الخوارزميات لا تستطيع التنبؤ بنهاية هذه الدراما.
تابعوا التغطية الحصرية لأخبار التكنولوجيا على Techsmap، حيث نقرأ المستقبل قبل كتابته.
Comments