حرب العمالقة: رئيس إبك غيمز يهاجم أبل وجوجل ويتهمهما بـ"عقلية المافيا" في معركة المنصات
- Hassan Majed
- 3 أبريل
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: قبل 6 أيام
كُتب لموقع TechsMap
ـ بقلم: فريق التحرير4 يوليو 2024
في هجومٍ غير مسبوق يَخلط بين السخرية اللاذعة والاتهامات الجَدية، وصف تيم سويني، الرئيس التنفيذي لشركة إبك غيمز (Epic Games) — مُطور لعبة فورتنايت الشهيرة — عمالقة التكنولوجيا أبل وجوجل بأنهما "شركتان تعملان بعقلية المافيا"، مُتهمًا إيَّاهما باستغلال هيمنتهما على متاجر التطبيقات لخنق المنافسة وابتزاز المطورين. هذه التصريحات تأتي في ذروة معركة قضائية ودعائية تُعيد تعريف صراع القوى في عالم التكنولوجيا… فهل نحن أمام بداية نهاية احتكار المنصات؟

الخلفية: معركة الـ30% التي أشعلت الحرب
منذ سنوات، تشتعل المواجهة بين إبك غيمز وأبل وجوجل حول سياسة اقتطاع 30% من إيرادات التطبيقات داخل متاجر آب ستور وجوجل بلاي. في 2020، تحدت إبك غيمز هذه السياسة عبر تفعيل نظام دفع مباشر في لعبة فورتنايت، مما دفع المنصتين إلى حذف اللعبة، وإشعال دعوى قضائية تاريخية.
رغم أن المحاكم الأمريكية قضت بضرورة السماح للمطورين بتوجيه المستخدمين إلى أنظمة دفع خارجية، إلا أن سويني يرى أن الحل الجزئي لا يكفي، وأن "الاحتكار يَستمر بأساليب أكثر خُبثًا".
اتهامات سويني: "مافيا التكنولوجيا" كما يراها
في مقابلةٍ حديثة، حدد سويني استراتيجية أبل وجوجل بـ3 ممارسات تشبه — من وجهة نظره — "عقلية العصابات":
الضرائب الخفية: وصف عمولة الـ30% بأنها "ضريبة غير مبررة" تُجبر المطورين على رفع أسعار التطبيقات أو تقليل جودتها.
الإقصاء الممنهج: اتهام المنصتين بحذف التطبيقات التنافسية أو تخفيض ظهورها في نتائج البحث، ما يُعيق وصول المستخدمين إلى بدائل.
التلاعب بالبيانات: ادعاء سويني بأن أبل وجوجل تُسيء استخدام بيانات المطورين لتحسين منتجاتهما الخاصة، مثل أبل مع آركيد أو جوجل مع يوتيوب.
ردود الفعل: من الدعم إلى السخرية
المطورون الصغار: أيد كثيرون اتهامات سويني، مشيرين إلى أن العمولة المرتفعة "تُجبرهم على العمل بخسارة لسنوات".
المحللون القانونيون: رأى البعض أن استخدام مصطلح "مافيا" مبالغٌ فيه، لكنه يعكس إحباطًا من بطء الإصلاحات رغم الأحكام القضائية.
أبل وجوجل: ردت الشركتان بتصريحاتٍ تؤكد أن متاجرهما توفر "أمانًا واستقرارًا" يستحق التعويض، مُشيرتين إلى أن سياسات العمولة أصبحت أكثر مرونة.
ما بعد الاتهامات: استراتيجية إبك غيمز لـ"كسر الاحتكار"
لا تكتفي إبك غيمز بالخطاب الإعلامي، بل تعمل على:
تعزيز متجر إبك غيمز: عبر جذب المطورين بعمولة 12% فقط، مع إبرام شراكات حصرية لألعاب مثل كول أوف ديوتي.
دعم التشريعات المناهضة للاحتكار: مثل قانون المنافسة الرقمية في الاتحاد الأوروبي، الذي يَفرض على المنصات الكبرى فتح أنظمتها.
الاستثمار في منصات بديلة: كالشراكة مع ستيم وسوني لبناء اقتصاد ألعاب لا مركزي.
التأثير على المستخدمين: هل ستتغير قواعد اللعبة؟
إذا نجحت إبك غيمز وحلفاؤها في كسر هيمنة أبل وجوجل، فقد يشهد المستخدمون:
انخفاض أسعار التطبيقات والخدمات: مع تقليل العمولات.
تنوعًا أكبر في المتاجر: مثل متاجر متخصصة بالألعاب أو التطبيقات المفتوحة المصدر.
مخاطر أمنية محتملة: نتيجة تعدد المنصات التي قد لا تلتزم بمعايير حماية صارمة.
المستقبل: هل تنجح ثورة سويني؟
رغم التحديات، بدأت مؤشرات التغيير تظهر:
الاتحاد الأوروبي يُلزم أبل بفتح نظامها لنقاط دفع خارجية.
هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية تُعيد فتح تحقيقات في ممارسات جوجل.
المطورون الكبار مثل سبوتيفاي ونتفليكس يتبنون استراتيجيات دفع بديلة.
لكن القوة السوقية لأبل وجوجل — مع مليارات الأجهزة النشطة — تبقى عقبة كبرى.
الخلاصة: معركة تُعيد تشكيل اقتصاد التطبيقات
اتهامات سويني ليست مجرد هجوم شخصي، بل تعكس تحولًا جذريًا في صناعة التكنولوجيا، حيث تُطالب الشركات الناشئة والمطورون بـ"حقوق رقمية" تُكافئ الابتكار بدلًا من الهيمنة. بينما تُحاول أبل وجوجل الحفاظ على إمبراطورياتهما، يُشير السؤال الأكبر: هل يمكن لـ"عقلية المافيا" — كما يراها سويني — أن تتعايش مع مستقبلٍ رقميٍّ أكثر انفتاحًا؟
تابعوا التغطية الحصرية لأخبار التكنولوجيا على Techsmap، حيث نقرأ المستقبل قبل كتابته.
Comments