هيلاري كلينتون تنضم إلى بلو سكاي: خطوة جديدة نحو مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي اللامركزية
- Hassan Majed
- 1 أبريل
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: قبل 6 أيام

كُتب لموقع TechsMap
في خطوة مفاجئة أثارت فضول المتابعين في العالمين السياسي والتقني، أعلنت هيلاري كلينتون، الوزيرة الأمريكية السابقة ومرشحة الرئاسة عام ٢٠١٦، انضمامها إلى منصة Bluesky الاجتماعية الجديدة. هذا الانضمام ليس مجرد تغيير منصة تواصل لشخصية عامة، بل قد يكون إشارة لتحول أعمق في مشهد التواصل الرقمي، خاصة مع تصاعد النقاشات حول حرية التعبير ومركزية البيانات. فما قصة Bluesky؟
ولماذا اختارت كلينتون هذه المنصة تحديدًا؟
ما هو بلو سكاي؟ المشروع الذي بدأه مؤسس تويتر
قبل الغوص في تفاصيل انضمام كلينتون، دعونا نتعرف على Bluesky، المنصة التي توصف بأنها "التويتر البديل" الذي طالما انتظره الكثيرون. أُطلقت الفكرة عام ٢٠١٩ بواسطة جاك دورسي، المؤسس المشارك لـتويتر، كجزء من رؤيته لإنشاء بروتوكول مفتوح المصدر لوسائل التواصل الاجتماعي اللامركزية. الفكرة ببساطة: شبكة لا تخضع لسيطرة شركة واحدة، حيث يمكن للمستخدمين اختيار الخوارزميات التي تنظم محتواهم، بل وحتى إنشاء منصات فرعية مستقلة تتواصل مع بعضها عبر بروتوكول موحد يُدعى AT Protocol.
بعد سنوات من التطوير، أُطلقت Bluesky بشكل محدود في ٢٠٢٣، وجذبت بسرعةٍ المطورين والناشطين والمشاهير الباحثين عن بديل أقل سُميةً من تويتر (الآن X) بعد استحواذ إيلون ماسك. اليوم، تضم المنصة أكثر من 5 ملايين مستخدم، بينهم شخصيات مثل تشونغي إيتو (مؤلف سلسلة "عالم القتال") والمغنية كايلي مينوغ.
كلينتون وبلو سكاي: لماذا الآن؟
انضمام كلينتون إلى Bluesky يطرح عدة تساؤلات: هل هي خطوة استباقية لاستقطاب جمهور جديد؟ أم محاولة للهروب من السلبية التي تعاني منها منصات مثل X أو فيسبوك؟ قد يكون السبب مزيجًا من العوامل:
البحث عن مساحة حوار هادئة: تشتهر Bluesky بتركيزها على "التواصل الإنساني" بدلًا من الخوارزميات التي تعزز المحتوى المثير للجدل. ربما ترى كلينتون فيها فرصة للتفاعل مع المتابعين دون ضجيج التصيد أو خطاب الكراهية.
دعم التكنولوجيا اللامركزية: كسياسية مخضرمة، قد تعكس هذه الخطوة دعمًا لفكرة تحرير البيانات من سيطرة الشركات الكبرى، خاصة في ظل انتقادات كلينتون السابقة لسياسات فيسبوك حول الانتخابات.
التواجد حيث يتشكل الرأي العام: مع تزايد نفوذ المنصات البديلة، قد ترغب كلينتون في بناء حضور مبكر في مجتمع ناشئ يُعتقد أنه يجتذب النخب التقنية والصحفيين.
التحديات والفرص: ماذا يعني هذا لـBluesky؟
انضمام كلينتون هو نجاح دعائي كبير لـBluesky، لكنه يأتي مع تحديات:
الازدياد المفاجئ في المستخدمين: منذ إعلانها، قفزت متابعات حساب كلينتون إلى 250 ألفًا خلال أيام، ما قد يختبر قدرة البنية التحتية للمنصة على الاستيعاب.
إدارة المحتوى الحساس: كمنصة ترفع شعار "حرية التعبير"، كيف ستتعامل Bluesky مع الخطاب السياسي أو المعلومات المضللة مع وجود شخصيات مؤثرة مثل كلينتون؟
التوازن بين اللامركزية والهوية: برغم أن البروتوكول مفتوح، إلا أن تطبيق Bluesky الرسمي لا يزال المسيطر. هل ستدفع هذه الخطوة نحو مزيد من التوزع أم ستعزز مركزية المنصة؟
من الناحية الإيجابية، قد يجذب الانضمام مزيدًا من القادة السياسيين والمنظمات غير الربحية، مما يعزّز مكانة Bluesky كمنصة للحوارات الجادة.
مستقبل التواصل الاجتماعي: هل نحن على أعتاب عصر اللامركزية؟
لا تزال المنصات اللامركزية مثل Bluesky وMastodon تشكل أقل من 1% من مستخدمي السوشيال ميديا، لكنها تكتسب زخمًا مع تصاعد مخاوف الرقابة والتحيز الخوارزمي. انضمام كلينتون قد يكون جرس إنذار للشركات التقنية الكبرى: المستقبل قد يكون لمستخدمين يملكون تحكمًا أكبر في بياناتهم، ولبُنى تحتية مفتوحة يصعب احتكارها.
لكن الأسئلة تبقى: هل يمكن لهذه المنصات الحفاظ على جاذبيتها دون التضحية بقيم اللامركزية؟ وهل ستنجح في جذب الجماهير خارج الدوائر التقنية؟ الإجابة قد تأتي مع خطوات أخرى كتلك التي قامت بها كلينتون.
الخلاصة: خطوة رمزية بآثار ملموسة
انضمام هيلاري كلينتون إلى Bluesky ليس مجرد خبر عابر، بل علامة على تحوُّل جيل جديد من المنصات من "تجربة هامشية" إلى فضاء قادر على استضافة النقاشات العالمية. بينما تستعد المنصة لمواجهة تحديات النمو، فإن القادم قد يشهد صراعًا مختلفًا: ليس بين منصات التواصل، بل بين نماذج الحوكمة التي تتحكم في مستقبلنا الرقمي.
في خطوة لافتة، انضمت هيلاري كلينتون إلى منصة Bluesky الاجتماعية، مما يثير تساؤلات حول تحول في مشهد التواصل الرقمي. Bluesky، التي أطلقها جاك دورسي كمشروع لامركزي، تهدف إلى تقديم بديل لتويتر من خلال بروتوكول مفتوح المصدر. انضمام كلينتون يعكس رغبتها في مساحة حوار هادئة ودعم التكنولوجيا اللامركزية، خاصة مع تزايد نفوذ المنصات البديلة. هذا الانضمام يمثل نجاحًا لـBluesky ولكنه يضعها أمام تحديات مثل إدارة المحتوى الحساس والازدياد المفاجئ في المستخدمين. انضمام شخصيات مثل كلينتون يعزز مكانة المنصة ويشير إلى مستقبل محتمل للتواصل الاجتماعي يعتمد على اللامركزية والتحكم الفردي في البيانات.
Comments